الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)
و{مصرخيّ} بفتح الياء في قراءة الجمهور، وقرأ الأعمش وحمزة بكسر الياء على أصل التقاء الساكنين. قال الفراء: قراءة حمزة وهم منه، وقلّ من سلم عن خطأ.وقال الزجاج: هي قراءة رديئة ولا وجه لها إلاّ وجه ضعيف يعني: ما ذكرناه من أنه كسرها على الأصل في التقاء الساكنين.وقال قطرب: هذه لغة بني يربوع يزيدون على ياء الإضافة ياء، وأنشد الفراء فيما ورد على هذه القراءة قول الشاعر: {إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ} لما كشف لهم القناع بأنه لا يغني عنهم من عذاب الله شيئاً، ولا ينصرهم بنوع من أنواع النصر، صرح لهم بأنه كافر بإشراكهم له مع الله في الرّبوبية، من قبل هذا الوقت الذي قال لهم الشيطان فيه هذه المقالة، وهو ما كان منهم في الدنيا من جعله شريكاً. ولقد قام لهم الشيطان في هذا اليوم مقاماً يقصم ظهورهم ويقطع قلوبهم، فأوضح لهم أولاً أن مواعيده التي كان يعدهم بها في الدنيا باطلة معارضة لوعد الحق من الله سبحانه وأنه أخلفهم ما وعدهم من تلك المواعيد ولم يف لهم بشيء منها، ثم أوضح لهم ثانياً بأنهم قبلوا قوله بما لا يوجب القبول، ولا يتفق على عقل عاقل لعدم الحجة التي لابد للعاقل منها في قبول قول غيره، ثم أوضح ثالثاً بأنه لم يكن منه إلاّ مجرّد الدعوة العاطلة عن البرهان، الخالية عن أيسر شيء مما يتمسك به العقلاء، ثم نعى عليهم رابعاً ما وقعوا فيه، ودفع لومهم له وأمرهم بأن يلوموا أنفسهم؛ لأنهم هم الذين قبلوا الباطل البحت، الذي لا يلتبس بطلانه على من له أدنى عقل، ثم أوضح لهم خامساً بأنه لا نصر عنده ولا إغاثة، ولا يستطيع لهم نفعاً، ولا يدفع عنهم ضرّاً، بل هو مثلهم في الوقوع في البلية والعجز عن الخلوص عن هذه المحنة، ثم صرح لهم سادساً بأنه قد كفر بما اعتقدوه فيه وأثبتوه له، فتضاعفت عليهم الحسرات وتوالت عليهم المصائب.وإذا كان جملة {إِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} من تتمة كلامه كما ذهب إليه البعض فهو نوع سابع من كلامه الذي خاطبهم به، فأثبت لهم الظلم، ثم ذكر ما هو جزاؤهم عليه من العذاب الأليم، لا على قول من قال: إنه ابتداء كلام من جهة الله سبحانه.وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن {ما} مصدرية في {ما أشركتمون} وقيل: يجوز أن تكون موصولة على معنى {إني كفرت} بالذي أشركتمونيه وهو الله، عزّ وجلّ، ويكون هذا حكاية لكفره بالله عند أن أمره بالسجود لآدم.{وَأُدْخِلَ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} لما أخبر سبحانه بحال أهل النار أخبر بحال أهل الجنة. وقرأ الجمهور {أدخل} على البناء للمفعول، وقرأ الحسن {وأدخل} على الاستقبال والبناء للفاعل، أي: وأنا أدخل الذين آمنوا، ثم ذكر سبحانه خلودهم في الجنات وعدم انقطاع نعيمهم، ثم ذكر أن ذلك بإذن ربهم، أي: بتوفيقه ولطفه وهدايته، هذا على قراءة الجمهور، وأما على قراءة الحسن فيكون {بإذن ربهم} متعلقاً بقوله: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سلام} أي: تحية الملائكة في الجنة سلام بإذن ربهم، وقد تقدّم تفسير هذا في سورة يونس.وقد أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} قال: بخلق آخر.وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {فقال الضعفاء} قال: الأتباع {لِلَّذِينَ استكبروا} قال: للقادة.وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم في قوله: {سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} قال زيد بن أسلم: جزعوا مائة سنة. وصبروا مائة سنة.وأخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه عن كعب بن مالك يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {سَوَاء عَلَيْنَا} الآية قال: «يقول أهل النار: هلموا فلنصبر، فيصبرون خمسمائة عام، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: هلموا فلنجزع، فبكوا خمسمائة عام، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}» والظاهر أن هذه المراجعة كانت بينهم بعد دخولهم النار، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ في النار فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مّنَ النار * قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد} [غافر: 47- 48].وأخرج ابن المبارك في الزهد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، وابن عساكر عن عقبة بن عامر يرفعه، وذكر فيه حديث الشفاعة، ثم قال: «ويقول الكافر عند ذلك: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم، فمن يشفع لنا؟ ما هو إلاّ إبليس فهو الذي أضلنا، فيأتون إبليس فيقولون: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم قم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا، فيقوم إبليس فيثور من مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط، ثم يعظهم بجهنم، ويقول عند ذلك {إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ}».الآية. وضعف السيوطي إسناده، ولعلّ سبب ذلك كون في إسناده رشدين ابن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن دجين الحجزي، عن عقبة.وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن قال: إذا كان يوم القيامة قام إبليس خطيباً على منبر من نار فقال: {إِنَّ الله وَعَدَكُمْ} إلى قوله: {وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ} قال: بناصريّ {إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ} قال: بطاعتكم إياي في الدنيا.وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الشعبي في هذه الآية قال: خطيبان يقومان يوم القيامة: إبليس، وعيسى، فأما إبليس فيقوم في حزبه فيقول: هذا القول يعني: المذكور في الآية، وأما عيسى فيقول: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعبدوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117].وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ} قال: ما أنا بنافعكم، وما أنتم بنافعيّ {إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ} قال شركه: عبادته.وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة {مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ} قال: ما أنا بمغيثكم.وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سلام} قال: الملائكة يسلمون عليهم في الجنة.
قال النحاس: وهذا يبين لك أن الحين بمعنى الوقت.وقد ورد الحين في بعض المواضع يراد به: أكثر كقوله: {هَلْ أتى عَلَى الإنسان حِينٌ مّنَ الدهر} [الإنسان: 1].وقد تقدّم بيان أقوال العلماء في الحين في سورة البقرة في قوله: {وَلَكُمْ في الأرض مُسْتَقَرٌّ ومتاع إلى حِينٍ} [البقرة: 36].وقال الزجاج: الحين: الوقت طال أم قصر. {وَيَضْرِبُ الله الأمثال لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتفكرون أحوال المبدأ والمعاد. وبدائع صنعه سبحانه الدالة على وجوده ووحدانيته، وفي ضرب الأمثال زيادة تذكير وتفهيم وتصوير للمعاني. {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} قد تقدّم تفسيرها. وقيل: هي الكافر نفسه، والكلمة الطيبة: المؤمن نفسه.{كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} أي: كمثل شجرة خبيثة، قيل: هي شجرة الحنظل. وقيل: هي شجرة الثوم. وقيل: الكمأة؛ وقيل: الطحلبة. وقيل: هي الكشوث بالضم وآخره مثلثة، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق في الأرض. قال الشاعر: وقرئ: {ومثلاً كلمة} بالنصب عطفاً على كلمة طيبة {اجتثت مِن فَوْقِ الأرض} أي: استؤصلت واقتلعت من أصلها، ومنه قول الشاعر: قال المؤرج: أخذت جثتها وهي نفسها، والجثة: شخص الإنسان، يقال: جثَّه: قلعه، واجتثه: اقتلعه. ومعنى {من فوق الأرض}: أنه ليس لها أصل راسخ، وعروق متمكنة من الأرض {ما لَهَا مِن قَرَارٍ} أي: من استقرار على الأرض. وقيل: من: ثبات على الأرض، كما أن الكافر وكلمته لا حجة له ولا ثبات فيه، ولا خير يأتي منه أصلاً، ولا يصعد له قول طيب ولا عمل طيب.{يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ بالقول الثابت} أي: بالحجة الواضحة، وهي الكلمة الطيبة المتقدّم ذكرها، وقد ثبت في الصحيح أنها كلمة الشهادة شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وذلك إذا قعد المؤمن في قبره. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فذلك قوله تعالى: {يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ بالقول الثابت}» وقيل: معنى تثبيت الله لهم: هو أن يدوموا على القول الثابت، ومنه قول عبد الله بن رواحة: ومعنى {في الحياة الدنيا} أنهم يستمرّون على القول الثابت في الحياة الدنيا. قال جماعة: المراد بالحياة الدنيا في هذه الآية: القبر؛ لأن الموتى في الدنيا حتى يبعثوا. ومعنى {وَفِي الآخرة} وقت الحساب. وقيل: المراد بالحياة الدنيا: وقت المساءلة في القبر، وفي الآخرة: وقت المساءلة يوم القيامة: والمراد: أنهم إذا سئلوا عن معتقدهم ودينهم أوضحوا ذلك بالقول الثابت من دون تلعثم ولا تردّد ولا جهل، كما يقول: من لم يوفق: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت {وَيُضِلُّ الله الظالمين} أي: يضلهم عن حجتهم التي هي القول الثابت فلا يقدرون على التكلم بها في قبورهم، ولا عند الحساب، كما أضلهم عن اتباع الحق في الدنيا. قيل: والمراد بالظالمين هنا: الكفرة. وقيل: كل من ظلم نفسه ولو بمجرد الإعراض عن البينات الواضحة، فإنه لا يثبت في مواقف الفتن، ولا يهتدي إلى الحق. ثم ذكر سبحانه أنه يفعل ما يشاء من التثبيت والخذلان لا رادّ لحكمه، ولا يسأل عما يفعل. قال الفراء: أي لا تنكر له قدرة ولا يسأل عما يفعل، والإظهار في محل الإضمار في الموضعين لتربية المهابة كما قيل: والله أعلم.وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي، عن ابن عباس في قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً} قال: شهادة أن لا إله إلاّ الله {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ} وهو المؤمن {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} يقول: لا إله إلاّ الله ثابت في قلب المؤمن {وَفَرْعُهَا في السماء} يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} وهي الشرك {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} يعني: الكافر {اجتثت مِن فَوْقِ الأرض لَهَا مِن قَرَارٍ} يقول: الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان، ولا يقبل الله مع الشرك عملاً.وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين ومن بعدهم.وأخرج الترمذي، والنسائي، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال: {مَثَلُ كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ} حتى بلغ: {تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا} قال: «هي النخلة» {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} حتى بلغ: {ما لها مِن قَرَارٍ} قال: «هي الحنظلة».وروي موقوفاً على أنس، قال الترمذي: الموقوف أصح.وأخرج أحمد وابن مردويه. قال السيوطي بسند جيد عن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ} قال: «هي التي لا ينقص ورقها قال: هي النخلة».وأخرج البخاري وغيره من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: «إن شجرة من الشجر، لا يطرح ورقها مثل المؤمن» قال: فوقع الناس في شجر البوادي. ووقع في قلبي أنها النخلة، فاستحييت حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي النخلة» وفي لفظ للبخاري قال: «أخبروني عن شجرة كالرجل المسلم لا يتحاتّ ورقها وتؤتي أكلها كل حين» فذكر نحوه. وفي لفظ لابن جرير وابن مردويه من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تدرون ما الشجرة الطيبة؟»، «ثم قال: هي النخلة» وروي نحو هذا عن جماعة من الصحابة والتابعين.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا} قال: كل ساعة بالليل والنهار والشتاء والصيف، وذلك مثل المؤمن يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف.وأخرج ابن أبي حاتم عنه في الآية قال: يكون أخضر ثم يكون أصفر.وأخرج عنه أيضاً في قوله: {كُلَّ حِينٍ} قال: جذاذ النخل.وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه أيضاً: {تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} قال: تطعم في كل ستة أشهر.وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عنه أيضاً قال: الحين هنا: سنة.وأخرج البيهقي عنه أيضاً قال: الحين: قد يكون غدوة وعشية.وقد روي عن جماعة من السلف في هذا أقوال كثيرة.وأخرج البخاري، ومسلم، وأهل السنن، وغيرهم عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله سبحانه: {يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ بالقول الثابت في الحياة الدنيا وَفِى الآخرة}».وأخرج ابن أبي شيبة، والبيهقي عن البراء بن عازب في قوله: {يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ} الآية قال: التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل في القبر فقالا: من ربك؟ فقال: ربي الله، قال: وما دينك؟ قال: ديني الإسلام. قال: ومن نبيك؟ قال نبيي محمد صلى الله عليه وسلم. فذلك التثبيت في الحياة الدنيا.وأخرج البيهقي عن ابن عباس نحوه.وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن أبي سعيد في الآية قال: في الآخرة القبر.وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ} الآية. قال: «هذا في القبر».وأخرج البيهقي من حديثها نحوه.وأخرج البزار عنها أيضاً قالت:«قلت: يا رسول الله، تبتلى هذه الأمة في قبورها، فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة؟ قال: {يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ}» الآية وقد وردت أحاديث كثيرة في سؤال الملائكة للميت في قبره، وفي جوابه عليهم وفي عذاب القبر وفتنته، وليس هذا موضع بسطها، وهي معروفة.
|